هي المدينة التي لم يطلق عليها اسمها عبثا، من سماها كان يقصد تماما صفتها في الاسم، ومن عاش فيها فقد قدر له الله أن يحتمل قهرها دون أن يعترض، وحتى لو اعترض..
عارفنها طبعا
القاهرة
، ربما تعيش فيها، وربما زرتها مرات في حياتك السابقة، في القاهرة تحتاج إلى خطة سحرية وسرية لتستطيع الحياة، لا تحيا على طبيعتك، لأن الحياة فيها دون حذر.. طريق مضمون للموت..
"مدينة بلا قلب"..
لا أعرف الشخص العبقري الذي أطلق عليها هذا الوصف، أنا عن نفسي سمعتها من سواق التاكسي
الغريب أن المدينة التي تعيش بلا قلب ولكن لديها "وسط".. تعرفه بالتأكيد.. وسط البلد، اللغز المصري الذي لن يحله أحد أبدا..
مساهمة متواضعة مني لكل الذين يعيشون فى وانا منهم القاهريين، أقدم لكم الخطة السحرية السرية للحياة في القاهرة، وحقوق الطبع محفوظة.. لكل قاهري..
* لا تنظر خلفك..
في بلاد برة
(طبعا إحنا بلاد جوة) كل الناس بتبص ورها عشان تتأكد مين ماشي وراها ومين بيراقبها ومين ناوي يضربها على قفاها، في القاهرة العظيمة المخبر لا يأتي من خلفك، بل هو دائما أمامك..
المخبرين القدماء اكتشفوا أن مراقبة المواطن من خلفه تجعل المخبر يتدخل بعد وقوع الكارثة، وبالتالي قررت تعديل الخطة ليصبح المواطن يسير خلف المخبر، ولو عايز يعمل أي حاجة يستأذنه الأول، ويشوف يا ترى ظروف المخبر تسمح إنه ييجي معاه ولا يستني وقت تاني لما المخبر يكون فاضي عشان يراقبه..
والحقيقة تلك ميزة لا يقدرها كثيرون من غير سكان القاهرة العظيمة..
* لا تعترض..
وما الذي يجعلك تعترض، حاول أن ترضى بما قسمه الله لك، وأدعوه في سرك أن تحظي في شغلك بمدير رخم ينقلك فرع الشركة في طوكيو البلد، وهناك أكيد هتكون مستمتع أكتر..
شوف.. كل اللي أقدر أقولهولك إن عقوبة الاعتراض في مصر لا تختلف كثيرا عن عقوبة محاولة "قلب" نظام الحكم.. أو حتى "عدله"..
* لا تبتسم..
لإنك لو اعترضت فإن الحكومة هي التي ستعاقبك، لكن لو ابتسمت.. الشعب كله هيعاقبك..
أنا هديك مثال، لو إحنا في شهر أكتوبر، وراكبين المترو، والعرق ريحته ولا ريحة البنزين وفي بنزينة مولعة، وفجأة طقت في دماغ واحد قاعد على كرسي المترو إنه يقفل زرار القميص اللي فوق خالص وإنه يقعد يفرك في إيده ويقول بررررررررررد.. تفتكر الناس هتعمل فيه إيه.. (هسيبها لتخيلاتكم الفرصة)..
* لا تذهب هذا المساء..
ولا حتى المساء اللي بعده، أصلك هتروح فين، شوارع القاهرة بالليل يا إما زحمة من الحر، يا إما فاضية من البرد، يا إما طينة من المطرة، يا إما هيصة بعد الماتش، يا إما ملغمة عشان المظاهرة، يا إما منظمة عشان الموكب والتشريفة...
فتفتكر يا بطل إيه السبب اللي يخليك تنزل من بيتكم هذا المساء، وبعدين النهار ليه عنين، إنما الليل هيطلع عين أهلك، ويمكن ميطلعش عليك نهار..
* لا تشتري سيارة.. ولا تركب المترو..
متشتريش عربية عشان موش هتعرف تمنع نفسك إنك تخبط في اللي جنبك، ولو منعت نفسك موش هتقدر تمنعه هو نفسه إنه يخبط فيك، ولو منعته، موش هتقدر تمنع كل السواقين إنهم ينادوك باسم والدتك،او ولدك ....رد عليه!
متركبش المترو عشان صحتك الإنجابية.. ما هو يا إما الباب هيقفل على رجلك، يا إما محفظتك هتتسرق، يا إما هتتخنق من ريحة العرق، يا إما واحدة من بولاق هترمي بلاها عليك، يا إما هتلاقي عربية فاضية تركبها وإنت مستريح ومستمتع وفجأة تلاقي عسكري شدك براها عشان دي طلعت عربية السيدات يا فالح وهتدفع غرامة.. وفي كل الحالات السابقة صحتك الإنجابية هتكون في خطر.. وإنت عارف وأنا عارف..
* لا تقل الكلمات الآتية:
"أجدع ناس".. لإن مبقاش فيه ناس جدعان
حسبي الله ونعم الوكيل" .. هتتمسك إخوان
"يخرب بيت اللي في بالي".. لإن اللي في بالك في بالنا كلنا
"حكومة بنت.." لإن حكومتنا أرجل منك ومن عشرة زيك
"الواد وأبوه".. لإن الواد عريس جديد، ولإن أبوه مدلعه
"با بلد مفيهاش راجل".. لإن أي راجل عايز يثبتلك العكس موش هيلاقي قدامه غير طريقة واحدة بس، وغالبا موش هتعجبك..
* تجنب التعامل مع هؤلاء..
سواقين الميكروباصات
تباع أي عربية ميكروباص ماركة الجمعية التعاونية لنقل الركاب
عسكري مرور.. خاصة لو كنت تايهة وبتسأل على عنوان عمارة في نفس الشارع اللي هو واقف فيه
موظف الشباك.. أي موظف في أي شباك.. طالما في القاهرة ابعد عن الشباك ومتغنيلوش
بياعين الجرايد.. غالبا بياع الجرايد بيشوف إن الجرايد دي شيء تافه لا يشتريه إلا التافهون، وبالتالي حاول تخليه ميقولكش رأيه فيك بصراحة، اشتري الجورنال بزيادة ربع جنيه، ومتتعبش نفسك في الفصال، عشان هتشتري هتشتري..
اتمنى ان ينال الموضوع اعجبكم
سلاموز