اخبار موسم 2006 2007

الجواب يظهر من عنوانه..وأفلام العيد فضحت عناوينها ملامحها الفجة ومهازلها القميئة قبل أن تصافحها عيون جمهور السينما.. تحول موسم العيد ­ الذي ظل لسنوات طويلة من أهم المواسم السينمائية التي يتأهب لها النجوم بأفلام جديدة ­ إلي موسم البواقي والتنزيلات والفضلات السينمائية.. لم يتورع المنتجون عن تلفيق أفلام من نوعية 'عليا الطرب بالثلاثة وعبده مواسم' بل زادوا الطين بله بمهزلة استثمار محمد سعد نجم الكوميديا الحالي وقناص ملايينها حتي آخر جنيه!
ان الملايين التي حققها 'كتكوت' السينما طوال شهور الصيف فتحت شهية منتج مسرحية 'رد قرضي' التي لعب بطولتها أشرف عبدالباقي قبل سبع سنوات وشارك سعد فيها بدور صغير.. أسالت لعاب المنتج علي ملايين 'ليمبي' السينما المصرية! فهرول لتصوير المسرحية علي شريط سينمائي بعد ان تقمص دور الترزي وفصلها علي مقاس محمد سعد، وبالشطارة والفهلوة أصبحت المسرحية، بين ليلة وضحاها.. فيلما سينمائيا غير شرعيا بطولة صاروخ الكوميديا الموجه وحصانه الرابح هذه الأيام وحتي إشعار آخر!
صحيح ان هذه الواقعة الفنية ليست هي السابقة الاولي التي يستغل فيها المنتجون صعود أسهم نجوم الكوميديا في بورصة الايرادات مثل عادل امام ومحمد هنيدي وتحويل مسرحياتهم ­ بقدرة قادر ­ إلي أفلام بعد أن أصبحوا بالنسبة لهم تميمة حظ تجلب الملايين لكن الصحيح أيضا ان هذه المهزلة الفنية حدثت في الوقت الذي كانت صناعة السينما في مصر آيلة للسقوط وتعاني من كبوة حقيقة وانهيارا في عملية الانتاج.
إنني أتمني أن يكون لغرفة صناعة السينما ­ هذه المرة ­ موقفا حاسما لوضع حد لتلك الحماقة التي دأب بعض المنتجين علي ارتكابها في حق السينما.. وانتظر من غرفة صناعة السينما أن تشهر سيف القانون وتتخذ الاجرءات المناسبة ­ من واقع دورها ومهمتها ­ لحماية هذه الصناعة والدفاع عن سمعتها من عبث المرتزقه وطمع الدخلاء ونهم المستغلين. لإلتهام الايرادات!

***
تفرقت دماء 'السندريلا' ظلما وبهتانا بين القبائل، وتبادل الجميع الاتهامات، ونفضوا أيديهم من المسئولية وكأنه مسلسل لقيط عثرت عليهم القناة الفضائية ملقي علي باب أحد المساجد في هذا الشهر الفضيل!
والحق أقول.. أنني لم أدهش من خروج مسلسل السندريلا بهذه الصورة الفنية الرديئة التي جعلت صانعوه يتبرأون منه الواحد تلو الاخر براءة الذئب من دم إبن يعقوب! حتي لا يكون سبه في تاريخهم الفني..
فلم يكن هذه العمل.. منذ البداية . مشروعا فنيا بأي حال من الاحوال ولكنه كان صفقة تجارية في مسلسل استغلال اسم النجمة الكبيرة الراحلة سعاد حسني والاسترزاق من دراما حياتها ومأساة موتها الذي مايزال لغزا يحير الجميع حتي الانتربول في عاصمة الضباب!
وبرغم كل الصراعات والتحديات التي واجهها المؤلف والمنتج ممدوح الليثي داخل وخارج ساحات القضاء ­ قبل واثناء تصوير السندريلا ­ لم يتواني لحظة واحدة فور بداية عرض المسلسل من اعلان تنصله من مسئوليته عن السيناريو وإتهام السيناريست والمخرج باضافة التفاصيل المسيئة للعمل!
ولم يقف السيناريست عاطف بشاي مكتوف الأيدي بل ألقي بالكرة في ملعب المخرج سمير سيف وكال له تهمة العبث وتحريف السيناريو واعتبر المسلسل جريمة تزييف للتاريخ لاتغتفر ويحاسب عليها القانون!
اما المخرج سمير سيف فلم يعبأ بأي شيء وألقي بالقضية كلها من وراء ظهره وأطاح بها من حساباته وراح يبحث عن عمل جديد غير نادم علي مافعله من توقيع عقد زواج باطل بين سعاد حسني وعبدالحليم حافظ وكأن مهمته إنتهت علي خير بتوفيق رأسين في الحلال!
وبعيدا عن الاحداث والتفاصيل التي تضمنها مسلسل السندريلا والمستوي الفني المتواضع لعمل درامي يروي سيرة ذاتيه لنجمة سينمائية كبيرة ملأت حياتنا فنا وابداعا واسعدتنا بموهبة نادرة لايجود الزمان كثيرا بمثلها.. فلايزال مسلسل استغلال السندريلا أسوأ استغلال مستمرا وبنجاح ساحق، ليس له مثيل سواء في البرامج أو الأفلام أو الكتب ومواقع الانترنت.
رحم الله سعاد حسني.. فهل يرحمها تجار الفن الذين يبيعون كل شيء من أجل حفنة أوراق ملونة اسمها الفلوس؟!

***
تعددت الوجوه وإختلفت الأحداث، وظل طوفان الظلم والفساد وسطوة النفوذ والمال هوالشغل الشاغل والهم الأوحد، لأغلب مؤلفي الدراما الرمضانية، وظلت محاولات الانتهازيين والفاسدين للإيقاع بالشرفاء في دوامة المكائد والصراعات هي الاطار الذي رسم الكتاب بداخله تفاصيل سيناريوهاتهم التي كشفوا من خلالها قسوة لحظات الألم والهزيمة التي يعيشها الانسان وهو يقف حائرا مكبل اليدين، مغلول الارادة أمام قانون المصالح الذي أصبح يفرض سطوته علي حياتنا، ويهزم ارادتنا ويكسو ايامنا بوشاح من السواد. ولكن للأسف.. ان النوايا الطيبة والأفكار المثالية لاتصنع وحدها مسلسلا دراميا ناجحا يستحق المشاهدة، فقد وقع كتاب السيناريو في سقطات درامية فادحة وأخطاء جسيمة نالت من اعمالهم، وأصابت القيمة الفنية لمسلسلاتهم بالوهن والضعف، وسيطرت مشاهد المط والتطويل علي كثير من الحلقات ونالت من نجاحها باستثناء 'حدائق الشيطان' الذي كان أكثر المسلسلات ­ التي شاهدتها ­ تفوقا وأقلها وقوعا في الأخطاء.
وفي رأيي ان مباريات التمثيل والأهداف التي احرزها النجوم نور الشريف ويحيي الفخراني وليلي علوي في شباك ملعب الدراما انقذت الموقف، وأنصفت مسلسلاتهم الرمضانية. ووارت سوءات الدراما المصرية.
وإن كنت أعتب علي نجومنا الذين وقعوا في فخ المثالية والانسياق وراء الصورة النموذجية المفرطة في انسانيتها من خلال الشخصيات التي قدموها علي الشاشة وهو الأمر الذي نال من نجاحهم، ولم تفلح كل أسلحتهم المهنية وحرفيتهم العالية في الاداء ليتجاوزوا هذا المأزق الدرامي وكانوا جميعا ­ باستثناء جمال سليمان ­ ضحايا للآداء النمطي المكرر في كثير من المشاهد والحلقات بأقدار متفاوته.
وأري ان الفنان القدير نور الشريف نجح أكثر من المبدع يحيي الفخراني في تجاوز هذا الموقف برغم تفوق يوسف معاطي بمسلسله 'سكة الهلالي' علي المؤلف محمد جلال عبدالقوي بمسلسله 'حضرة المتهم أبي' الذين لم يكن عمله هذا العام في مستوي اعماله السابقة.
وقد استغرقت المخرجة المتميزة رباب حسين في تفاصيل هامشية وركزت اهتمامها في مشاهد مفتعلة أكثر من المخرج القدير محمد فاضل.
أما الفنانة الجميلة ليلي علوي فلم تستطع بآدائها الصادق المتميز مواجهة ضعف مستوي سيناريو 'نور الصباح' الذي كتبه المؤلف مجدي صابر وضاعت فيه المسئولية بين أبين شرعيين هما.. سمير سيف ويوسف شرف الدين .
وأود هنا أن أتوقف أمام مجموعة من الفنانين الذين تميزوا بشكل كبير وملفت للأنظار في الدراما الرمضانية ومن هؤلاء النجوم الفنان صلاح عبدالله الذي لمع من خلال الأدوار الثلاثة التي قدمها علي الشاشة طوال الشهر الكريم فكان نموذجا رائعا لصورة عضو مجلس الشعب الذي يسعي للحصانة بشتي الوسائل والخادم المخلص الأمين لأوامر سيده وولي نعمته مندور بك ابوالدهب إلي جانب دوره في مسلسل 'سوق الخضار'.
أما الفنان الكبير أحمد راتب فقد كان أكثر من رائع وهو يجسد بصدق شخصية 'رضوان الكومي' ذلك الرجل الانتهازي الوصولي في 'سكة الهلالي'.
واستطاعت النجمة الشابة منة شلبي الموهوبة بالفطرة ان تخطف الأضواء بقدرتها علي الأداء ببساطة وتلقائية امام كاميرات الفيديو رغم انها ضيفة علي الدراما التليفزيونية لأول مرة هذا العام، وحجزت لنفسها مقعدا متقدما في الصفوف الاولي بين نجمات الشاشتين الكبيرة والصغيرة.
وإستحوذت علي اعجابي الفنانة الشابة زينة في مسلسل 'حضرة المتهم أبي' وأتوقع لها ان تلمع وتتألق أكثر خلال السنوات القليلة القادمة لتصل إلي عرش النجومية.
ومن بين شباب المبدعين الذين لفتوا انتباهي شريف سلامة، وكريم كوجك، وايمان العاصي، وريم البارودي، والطفل المعجزة هادي خفاجي الذي أضحكنا وأبكانا بفصاحته في حدائق الشيطان.
والذي يستحق ان يكتب المؤلفون له اعمالا درامية وافلاما سينمائية تفجر موهبته الكبيرة وهو في هذه السن الصغيرة!